داريت أهلك في هواك وهم عدا ولأجل عين الف عين تكرم
وقد سئل ابن الجوزي في جامع دمشق هل يوجد لهذا المثل في القرآن ما يشير اليه، قال نعم قال تعالى (وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) الآية ٣٣ من سورة الأنفال في ج ٣ ولهذا أكثر الناس من الثناء عليهم إرضاء لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم وطاعة لربه، حتى أنهم أفرطوا بذلك، ومنهم من يمدحهم رياء، قال علي رضي اللّه عنه لرجل أفرط في الثناء عليه وكان يتهمه في مودته : أنا دون ما نقول وفوق ما في نفسك رضي اللّه عنه ما أعظمه وأحلمه.
قالوا كان الشيخ محي الدين العربي يكره الشريف عونا ويندد به، فرأى في النوم السيدة فاطمة رضي اللّه عنها وهي معرضة عنه، فقال لها لما ذا يا سيدتي ؟ فقالت لكراهتك عونا، فقال أما تعلمين ما يفعل من المظالم ؟ فقالت له أما تعلم أنه منا أهل البيت ؟ فانتبه مرعوبا لشدة غيظها عليه، فذهب اليه، فلما رآه عرف الغضب في وجهه لما كان يسمعه من ذمه، فقال على رسلك يا ابن بنت رسول اللّه واللّه ما جاء بي إليك وأنت تعلم ما أنا عليه من كراهتك إلّا اني رأيت كذا وكذا، ولهذا جئتك معتذرا، فلما سمع منه الرؤيا تهلل وجهه، وقال اشهد يا محي الدين اني أشهد اللّه بأني تبت اليه من كل ما كنت أفعل ولا أعود اليه وحسن حاله بعد ذلك.
رحم اللّه الجميع رحمة واسعة فهؤلاء أهل البيت أيها الناس، حبهم ايمان وبغضهم كفر ا ه ملخصا من الفتوحات المكية، وكلما كانت جهة القرابة أقوى كان طلب المودة أشد، وقد تساهل الناس في هذا الزمن في حبهم حتى انهم لم يلتفتوا إليهم، وأفرط آخرون فجعلوا


الصفحة التالية
Icon