الآية ٥٥ من سورة الزمر المارة، ومدح هؤلاء بقوله عز قوله (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ) الآية ١٩ منها فراجع هاتين الآيتين ففيهما كفاية.
قيل دخل رجل دميم على امرأته وقد تزينت له فقال لها :
لقد أصبحت رائعة في الجمال، فقالت له أبشر فإن مصيرنا الجنة، قال وكيف ؟
قالت لأنك أعطيت مثلي فشكرت ولأني ابتليت بمثلك فصبرت، والشاكر والصابر في الجنة.
وهذا إذا حسنت النية في الصبر والشكر وكان القصد من الانتصاف والمقابلة ما ذكرناه آنفا في تفسير الآيتين المذكورتين فيكونون ممدوحين أيضا كما يشير إليه سياق التنزيل وسياقه، إذ جاء بمعرض المدح وإلا فلا ثواب ولا عقاب، وقد أثبتنا لك أيها القارئ فيما يلي جملة أحاديث في هذا الموضوع لتلين عريكتك وتخفض جناحك وتجنح إلى العفو رغبة بما يعده اللّه تعالى للعافين أمثالك في يوم أنت أكثر احتياجا إليه، عنك تمتنع من الانتقام الذي فيه حظ النفس الخبيثة الأمارة بالسوء فتحرم من الأجر المقدر على العفو والصفح، فمنها ما أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : قال موسى ابن عمران عليه السلام يا ربّ من أعزّ عبادك عندك ؟ قال من إذا قدر غفر.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أنس قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إذا وقف العباد للحساب نادى مناد ليقم من كان أجره على اللّه فليدخل الجنة، ثم نادى الثانية ليقم من أجره على اللّه تعالى، قالوا ومن ذا الذي أجره على اللّه تعالى ؟ قال العافون عن الناس، فقام كذا وكذا ألفا فدخلوا الجنة بغير حساب.