كفره "وَإِنَّا إِذا أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً" من غنى وصحة وأمن وأولاد ورياسة "فَرِحَ بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ" من فقر ومرض وخوف وذل "بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ" من الخبائث التي جنوها "فَإِنَّ الْإِنْسانَ كَفُورٌ" ٤٨ لما أسلفناه من النعم قبلها وكان عليه قبل أن يغمط حق النعمة أن يتأمل أن زوالها كان بسبب كفره وأنه إذا تاب وأناب فاللّه أكرم من أن يرد عليه نعمه لا أن يقابلها بالإعراض والجحود.
مطلب أنواع التوالد وأقسام الوحي ومن كلم اللّه من رسله ورآه :
قال تعالى "لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ" وما فيهما لا لغيره ولا لأحد شركة معه فيهما، فهو وحده يتصرف بهما كيفما شاء وأراد "يَخْلُقُ ما يَشاءُ" لا يحق لأحد الاعتراض عليه، وليس يوجب عليه إجابة طلب أحد من خلقه "يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ" ٤٩ فقط "أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً" كثيرين بدلالة التنوين، قالوا ولد لأنس بن مالك مئة ولد، وكذلك لعبد الرحمن بن عمر الليثي، وخليفة السعدي، وجعفر بن سليمان الهاشمي، وهذا من الغرائب ولكن ليس على اللّه بغريب ولا عجيب "وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً" لا يولد له البتة من الذكور والإناث "إِنَّهُ عَلِيمٌ" بما يناسب كلا من خلقه فعطاؤه عن حكمة وتخصيصه عن حكمة ومنعه عن حكمة "قَدِيرٌ" ٥٠ على ما يريده من هذا وغيره.


الصفحة التالية
Icon