في تفسير قوله ﴿نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ﴾ قولان الأول : المعنى أنا نزيد في توفيقه وإعانته وتسهيل سبل الخيرات والطاعات عليه، وقال مقاتل ﴿نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ﴾ بتضعيف الثواب، قال تعالى :﴿لِيُوَفّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ﴾ [ فاطر : ٣٠ ] وعن النبي ﷺ أنه قال :" من أصبح وهمه الدنيا شتت الله تعالى عليه همه وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلى ما كتب له، ومن أصبح همه الآخرة جمع الله همه وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة عن أنفها " أو لفظً يقرب من أن يكون هذا معناه.
المسألة الثالثة :
ظاهر اللفظ يدل على أن من صلّى لأجل طلب الثواب أو لأجل دفع العقاب فإنه تصح صلاته، وأجمعوا على أنها لا تصح والجواب : أنه تعالى قال :﴿مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخرة﴾ والحرث لا يتأتى إلا بإلقاء البذر الصحيح في الأرض، والبذر الصحيح لجميع الخيرات والسعادات ليس إلا عبودية الله تعالى.
المسألة الرابعة :
قال أصحابنا إذا توضأ بغير نية لم يصح، قالوا لأن هذا الإنسان ما أراد حرث الآخرة، لأن الكلام فيما إذا كان غافلاً عن ذكر الله وعن الآخرة، فوجب أن لا يحصل له نصيب فيما يتعلق بالآخرة والخروج عن عهدة الصلاة من باب منافع الآخرة، فوجب أن لا يحصل في الوضوء العاري عن النية. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٧ صـ ١٣٧ ـ ١٤٠﴾