وقال ابن عطية فى الآيات السابقة :
وقوله :﴿ وما تتفرقوا ﴾
عبارة يجمع خطابها كفار العرب واليهود والنصارى وكل مدعو إلى الإسلام، فلذلك حسن أن يقال : ما تفرقوا، يعني بذلك أوائل اليهود والنصارى. والعلم الذي جاءهم : هو ما كان حصل في نفوسهم من علم كتب الله تعالى فبغى بعضهم على بعض، أداهم ذلك إلى اختلاف الرأي وافتراق الكلمة والكلمة السابقة : قال المفسرون : هي حتمه تعالى القضاء بأن مجازاتهم إنما تقع في الآخرة، فلولا ذلك لفصل بينهم في الدنيا وغلب المحق على المبطل.
وقوله تعالى :﴿ وإن الذين أورثوا الكتاب ﴾ إشارة إلى معاصري محمد ﷺ من اليهود والنصارى، وقيل هي إشارة إلى العرب. و﴿ الكتاب ﴾ : هو القرآن. والضمير في قوله :﴿ لفي شك ﴾ يحتمل أن يعود على ﴿ الكتاب ﴾، أو على محمد، أو على الأجل المسمى، أي في شك من البعث على قول من رأى الإشارة إلى العرب، ووصف الشك ب ﴿ مريب ﴾ مبالغة فيه.
فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ


الصفحة التالية
Icon