اللام في قوله :﴿ فلذلك ﴾ قالت فرقة : هي بمنزلة إلى، كما قال تعالى :﴿ بأن ربك أوحى لها ﴾ [ الزلزلة : ٥ ] أي إليها، كأنه قال : فإلى ما وصى به الأنبياء من التوحيد ﴿ فادع ﴾، وقالت فرقة : بل هي بمعنى من أجل كأنه قال : فمن أجل أن الأمر كذا ولكونه كذا ﴿ فادع ﴾ أنت إلى ربك وبلغ ما أرسلت به. وخوطب عليه السلام بأمر الاستقامة، وقد كان مستقيماً، بمعنى : دم على استقامتك، وهكذا الشأن في كل مأمور بشيء هو متلبس به إنما معناه الدوام، وهذه الآية ونحوها كانت نصب عين النبي ﷺ، وكانت شديدة الموقع من نفسه، أعني قوله تعالى :﴿ فاستقم كما أمرت ﴾ [ هود : ١١٢ ] لأنها جملة تحتها جميع الطاعات وتكاليف النبوءة، وفي هذا المعنى قال عليه السلام :" شيبتني هود وأخواتها "، فقيل له : لم ذلك؟ فقال : لأن فيها ﴿ فاستقم كما أمرت ﴾ [ هود : ١١٢ ] وهذا الخطاب له عليه السلام بحسب قوته في أمر الله تعالى وقال هو لأمته بحسب ضعفهم استقيموا.
وقوله تعالى :﴿ ولا تتبع أهواءهم ﴾ يعني قريشاً فيما كانوا يهوونه من أن يعظم آلهتهم وغير ذلك، ثم أمره تعالى أن يؤمن بالكتب المنزلة قبله من عند الله، وهو أمر يعم سائر أمته.
وقوله تعالى :﴿ وأمرت لأعدل بينكم ﴾ قالت فرقة : اللام في ﴿ لأعدل ﴾ بمعنى : أن، التقدير : بأن أعدل بينكم. وقالت فرقة المعنى : وأمرت بما أمرت به من التبليغ والشرع لكي أعدل بينكم، فحذف من الكلام ما يدل الظاهر عليه.
وقوله :﴿ ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ﴾ إلى آخر الآية منسوخ ما فيه من موادعة بآية السيف.
وقوله :﴿ لا حجة بيننا وبينكم ﴾ أي لا جدال ولا مناظرة، قد وضح الحق وأنتم تعاندون، وفي قوله تعالى :﴿ الله يجمع بيننا ﴾ وعيد.


الصفحة التالية
Icon