ثم قال تعالى :﴿أَمِ اتخذوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء﴾ والمعنى أنه تعالى حكى عنهم أولاً أنهم اتخذوا من دونه أولياء، ثم قال بعده لمحمد ﷺ لست عليهم رقيباً ولا حافظاً، ولا يجب عليك أن تحملهم على الإيمان شاءوا أم أبوا، فإن هذا المعنى لو كان واجباً لفعله الله، لأنه أقدر منك، ثم إنه تعالى أعاد بعده ذلك الكلام على سبيل الاستنكار، فإن قوله ﴿أَمِ اتخذوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء﴾ استفهام على سبيل الإنكار.
ثم قال تعالى :﴿فالله هُوَ الولي﴾ والفاء في قوله ﴿فالله هُوَ الولي﴾ جواب شرط مقدر، كأنه قال : إن أرادوا أولياء بحق فالله هو الولي بالحق لا ولي سواه، لأنه يحيي الموتى وهو على كل شيءً قدير، فهو الحقيق بأن يتخذ ولياً دون من لا يقدر على شيء. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٧ صـ ١٢٧ ـ ١٢٨﴾


الصفحة التالية
Icon