وقوله تعالى :﴿ له ما في السماوات ﴾ أي الملك والخلق والاختراع. و: ﴿ العلي ﴾ من علو القدر والسلطان. و: ﴿ العظيم ﴾ كذلك، وليس بعلو مسافة ولا عظم جرم، تعالى الله عن ذلك وقرأ نافع والكسائي :" يكاد " بالياء. وقرأ ابن كثير وابن عامر وحمزة وأبو عمرو وعاصم :" تكاد " بالتاء. وقرأ ابن كثير وابن عامر وحمزة والكسائي ونافع وابن عباس وأبو جعفر وشيبة وقتادة :" يتفطرون " من التفطر، وهو مطاوع فطرت. وقرأ أبو عمرو وعاصم والحسن والأعرج وأبو رجاء والجحدري :" ينفطرون " من الإفطار وهو مطاوع فطر، والمعنى فيهما : يتصدعن ويتشققن من سرعة جريهن خضوعاً وخشية من سلطان الله تعالى وتعظيماً له وطاعة، وما وقع للمفسرين هنا من ذكر الثقل ونحوه مردود، لأن الله تعالى لا يوصف به.
وقوله :﴿ من فوقهن ﴾ أي من أعلاهن. وقال الأخفش علي بن سليمان : الضمير للكفار.
قال القاضي أبو محمد : المعنى من فوق الفرق والجماعات الملحدة التي من أجل أقوالها تكاد السماوات يتفطرن، فهذه الآية على هذا كالآية التي في :
﴿ كهيعص ﴾ [ مريم : ١ ]. وقالت فرقة معناه : من فوق الأرضين، إذ قد جرى ذكر الأرض، وذكر الزجاج أنه قرئ " يتفطرن ممن فوقهن ".
وقوله تعالى :﴿ يسبحون بحمد ربهم ﴾ قيل معناه : يقولون سبحان الله، وقيل معناه : يصلون لربهم.