قال القاضي أبو محمد : وقريش كلها عندي قربى وإن كانت تتفاضل، وقد روي عن النبي ﷺ أنه قال :" من مات على حب آل محمد مات شهيداً، ومن مات على بغضهم لم يشم رائحة الجنة " وقال ابن عباس في كتاب الثعلبي : سبب هذه الآية أن الأنصار جمعت لرسول الله ﷺ مالاً وساقته إليه فرده عليهم ونزلت الآية في ذلك. وقال ابن عباس أيضاً، معنى الآية : من قربى الطاعة والتزلف إلى الله تعالى : كأنه قال : إلا أن تودوني، لأني أقربكم من الله، وأريد هدايتكم وأدعوكم إليها. وقال الحسن بن أبي الحسن معناه : إلا أن يتوددوا إلى الله بالتقرب إليه. وقال عبد الله بن القاسم في كتاب الطبري معنى الآية : إلا أن تتوددوا بعضكم إلى بعض وتصلوا قراباتكم، فالآية على هذا أمر بصلة الرحم. وذكر النقاش عن ابن عباس ومقاتل والكلبي والسدي أن الآية منسوخة بقوله تعالى في سورة سبأ ﴿ قل ما سألتكم من أجر فهو لكم ﴾ [ سبأ : ٤٧ ] والصواب أنها محكمة، وعلى كل قول فالاستثناء منقطع، و: ﴿ إلا ﴾ بمعنى : لكن. و: ﴿ يقترف ﴾ معناه يكتسب، ورجل قرفة : إذا كان محتالاً كسوباً.
وقرأت فرقة " يزد " على إسناد الفعل إلى الله تعالى، وقرأ جمهور الناس :" نزد " على نون العظمة، وزيادة الحسن هو التضعيف الذي وعد الله تعالى به مؤمني عباده، قاله الحسن بن أبي الحسن. و: ﴿ غفور ﴾ معناه : ساتر عيوب عبيده. و: ﴿ شكور ﴾ معناه : مجاز على الدقيقة من الخير لا يضيع عنده لعامل عمل.
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ
﴿ أم ﴾ هذه أيضاً منقطعة مضمنة إضراباً عن كلام متقدم وتقريراً على هذه المقالة منهم.