الصفة الرابعة : قوله تعالى :﴿والذين استجابوا لِرَبّهِمْ﴾ والمراد منه تمام الانقياد، فإن قالوا أليس أنه لما جعل الإيمان شرطاً فيه فقد دخل في الإيمان إجابة الله ؟ قلنا الأقرب عندي أن يحمل هذا على الرضاء بقضاء الله من صميم القلب، وأن لا يكون في قلبه منازعة في أمر من الأمور.
ولما ذكر هذا الشرط قال :﴿وأقاموا الصلاةَ﴾ والمراد منه إقامة الصلوات الواجبة، لأن هذا هو الشرط في حصول الثواب.
وأما قوله تعالى :﴿وَأَمْرُهُمْ شورى بَيْنَهُمْ﴾ فقيل كان إذا وقعت بينهم واقعة اجتمعوا وتشاوروا فأثنى الله عليهم، أي لا ينفردون برأي بل ما لم يجتمعوا عليه لا يقدمون عليه، وعن الحسن : ما تشاور قوم إلا هدوا لأرشد أمرهم، والشورى مصدر كالفتيا بمعنى التشاور، ومعنى قوله ﴿وَأَمْرُهُمْ شورى بَيْنَهُمْ﴾ أي ذو شورى.