وقوله تعالى :﴿ وهو على جمعهم ﴾ يريد القيامة عند الحشر من القبور وقوله تعالى :﴿ وما أصابكم من مصيبة ﴾ قرأ جمهور القراء :" فبما " بفاء، وكذلك هي في جل المصاحف. وقرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر وشيبة :" بما " دون فاء. وحكى الزجاج أن أبا جعفر وحده من المدنيين أثبت الفاء. قال أبو علي الفارسي :" أصاب "، من قوله :" وما أصاب " يحتمل أن يكون في موضع جزم، وتكون ﴿ ما ﴾ شرطية، وعلى هذا لا يجوز حذف الفاء عند سيبويه، وجوز حذفها أبو الحسن الأخفش وبعض البغداديين على أنها مرادة في المعنى، ويحتمل أن يكون " أصاب " صلة لما، وتكون ﴿ ما ﴾ بمعنى الذي، وعلى هذا يتجه حذف الفاء وثبوتها، لكن معنى الكلام مع ثبوتها التلازم، أي لولا كسبكم ما أصابتكم مصيبة، والمصيبة إنما هي بسبب كسب الأيدي، ومعنى الكلام مع حذفها يجوز أن يكون التلازم، ويجوز أن يعرى منه، وأما في هذه الآية فالتلازم مطرد مع الثبوت والحذف.