" من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بصورتي " فإذا لم يقدر الشيطان على أن يتمثل في المنام بصورة الرسول، فكيف قدر على التشبه بجبريل حال اشتغال تبليغ وحي الله تعالى ؟ والثاني : أن النبي ﷺ قال :" ما سلك عمر فجاً إلا وسلك الشيطان فجاً آخر " فإذا لم يقدر الشيطان أن يحضر مع عمر في فج واحد، فكيف يقدر على أن يحضر مع جبريل في موقف تبليغ وحي الله تعالى ؟.
المسألة العاشرة :
قوله تعالى :﴿فيوحي بإذنه ما يشاء﴾ يعني فويحي ذلك الملك بإذن الله ما يشاء الله، وهذا يقتضي أن الحسن لا يحسن لوجه عائد عليه، وأن القبيح لا يقبح لوجه عائد إليه، بل لله أن يأمر بما يشاء من غير تخصيص، وأن ينهى عما يشاء من غير تخصيص، إذ لو لم يكن الأمر كذلك لما صح قوله ﴿مَا يَشَاء﴾ والله أعلم.
ثم قال تعالى في آخر الآية ﴿إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ﴾ يعني أنه علي عن صفات المخلوقين حكيم يجري أفعاله على موجب الحكمة، فيتكلم تارة بغير واسطة على سبيل الإلهام، وأخرى بإسماع الكلام، وثالثاً بتوسيط الملائكة الكرام. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٧ صـ ١٥٨ ـ ١٦٣﴾


الصفحة التالية
Icon