بقي هنا أن من أصحاب النفوس الخبيثة الذميمة من يقول انه ليشتهي اللواط في الجنة وهو بعيد عنها كما يشتهيها في الدنيا وهو من أهلها، فيقال
له إنها لا تكون في الجنة لأن ما لا يلبق أن يكون فيها لا يشتهيه أهلها لأن أنفسهم طاهرة سليمة من الأرجاس، والجنة مقدسة لا يدخلها إلا مقدس وهذه الفعلة القبيحة لا يشتهيها في الدنيا إلا ذو والأنفس الرذيلة مثل المعتزلي الذي أشرنا إليه في الآية ٨٤ من الأعراف في ج ١ ومن تحدثه نفسه بذلك ويشتهي اللواطة في الجنة فالجنة عليه حرام، لأن ذلك دليل على ولعه فيها والوالع فيها لا شك مستحلّ ومستحل الحرام كافر بالإجماع ولا يشم ريح الجنة لوطي، وهو داخل في قوله تعالى "إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ" ٧٤ لأنها خبيثة وأهلها خبثاء وأنفسهم خبيثة والخبيث أحق أن لا يخرج من النار ويدوم عليه العذاب وأجدر أن "لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ" العذاب أبدا "وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ" ٧٥ آيسون من رحمة اللّه وأنى لأمثالهم الرحمة في الآخرة وكانوا لا يؤمنون بها وكيف يرجون لطف اللّه وهم قد كفروا به، قال تعالى "وَما ظَلَمْناهُمْ" بتخليدهم بالعذاب لأنا لا نعذب أحدا بلا جرم "وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ" ٧٦ أنفسهم بجناياتهم وشهواتهم وسوء فعلاتهم الدنيئة.