قال تعالى "وَنادَوْا يا مالِكُ" خازن النار يستغيثون به، قيل لابن عباس إن ابن مسعود قرأ يا مال فقال ما أشغل أهل النار عن الترخيم، وهذا الثناء على طريق الاستفهام المعنوي "لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ" هذا العذاب فنموت ونستريح منه فرد عليهم بقوله "قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ" ٧٧ فيه لا خلاص لكم منه خلود بلا موت، راجع الآية ١٠٨ من سورة هود المارة "لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ" الذي وعدناكم به على لسان رسلنا يا أهل النار "وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ" ٧٨ لأنكم في الدنيا كنتم تنفرون عنه ولا تقبلونه لما فيه من تعب النفس وعدم رغبتها له وقد اخترتم رغبة الدنيا عليه فتعبتم بالآخرة.
قال تعالى مخبرا حبيبه محمدا صلّى اللّه عليه وسلم بما يحوك في صدر قومه من تجمعاتهم ومذاكراتهم في شأنه "أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً" في المكر بك والكيد لك، وذلك أنهم كانوا مجتمعين في دار النّدوة يتناجون فيما يفعلونه به ليتخلصوا منه وقد بعث رحمة لهم، قال تعالى لا تخشهم يا حبيبي "فَإِنَّا مُبْرِمُونَ" ٧٩ أمورا كثيرة من أنواع الكيد والمكر بأعظم وأكبر مما يتصورونه ومهيئون لهم ما يدحض إبرامهم مما


الصفحة التالية
Icon