وهاتان الآيتان باعيتان على المشركين عداوتهم لمحمد صلّى اللّه عليه وسلم وإسنادهم الولد إلى اللّه وهو منزه عنه "سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ" ٨٢ من الافتراء عليه وهو براء من الولد وغيره "فَذَرْهُمْ" يا سيد الرسل ودعهم "يَخُوضُوا" في أباطيلهم "وَيَلْعَبُوا" في دنياهم ويستبروا في اللهو "حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ" ٨٣ به بالدنيا قتلا وأسرا أو الجلاء والموت وفي الآخرة بأنواع العذاب الأليم "وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ" الآية يعبد ويقدس ويطاع لا إله غيره له الخلق والأمر.
ونظير هذه الآية ٤ من سورة الأنعام المارة من حيث المعنى فكأنه جلّ ذكره ضمّن معنى المعبود فيهما وحذف الضمير الراجع إلى الموصول لطول الكلام ليصح تعليق الجار والمجرور فيه وهو هو
ولا يقال هنا إن النكرة إذا أعيدت تكون غير الأولى لأن المعنى هنا أن نسبته إلى السماء بالألوهية كنسبته إلى الأرض، وهي دلالة قاطعة على أنه تعالى غير مستقر في السماء وكما أنه غير مستقر في الأرض وهو إلههما فكذلك هو إله السماء مع أنه غير مستقر فيها تدبر.
ومن الشك فاحذر فتسقط إلى الحضيض.


الصفحة التالية
Icon