قرأ حمزة والكسائي وحفص أو من ينشأ في الحلية بالتشديد على ما لم يسم فاعله وقرأ الباقون ينشأ بفتح الياء والتخفيف من قرأ بالتشديد جعله في موضع مفعول لأن الله تعالى قال إنا أنشأناهن إنشاء وأنشأت ونشأت بمعنى ربيت تقول نشأ فلان ونشأه غيره تقول العرب نشأ فلان ولده في النعيم أي نبته فيه فقوله أو من ينشأ أي يربي
والأكثر من الأفعال التي لا تتعدى إذا أريد تعديها أن ينقل بالهمزة وبتضعيف العين تقول فرح فلان وفرحته وأفرحته تقول نشأت السحابة و أنشاها الله
ومن قرأ بالتخفيف فإنه جعل الفعل لهم لأن الله أنشأهم فنشؤوا والقرأتان تداخلان كقوله يدخلون و يدخلون لأنه إذا أنشئ في الحلية نشأ فيها ومعلوم أنه لا ينشأ فيها حتى ينشأ
وجعلوا الملئكة الذين هم عبد الرحمن إنثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهدتهم ويسئلون ١٩
قرأ نافع وابن عامر وابن كثير وجعلوا الملائكة الذين هم عند الرحمن بالنون وحجتهم قوله إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته
وقرأ الباقون عباد الرحمن جمع عبد وحجتهم قوله بل عباد مكرمون فقد جاء التنزيل بالأمرين جميعا وفي قوله عند الرحمن دلالة على رفع المنزلة والتقريب كما قال ولا الملائكة المقربون وليس من قرب المسافة وفي قوله عباد الرحمن دلالة على تكذيبهم في أنهم إناث كما قال أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون
قرأ نافع ءأشهدوا بضم الألف المسهلة مع فتحة الهمزة أي أحضروا خلقهم كما تقول أشهدتك مكان كذا وكذا أي
أحضرتك وحجته قوله ما أشهدتهم خلق السموات والأرض والأصل أأشهدوا بهمزتين الأولى همزة الاستفهام بمعنى الإنكار والثانية همزة التعدية ثم خففت الهمزة الثانية من غير أن تدخل بينهما ألفا
وروى المسيبي عن نافع ءاأشهدوا بالمد أدخل بينهما ألفا
وروى الحلواني عن نافع أشهدوا على ما لم يسم فاعله قال الفراء أشهدوا بغير الهمز يريد الاستفهام والهمز