وقال الإمام أبو جعفر النحاس :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سورة الزخرفوهي مكية
١ - من ذلك قوله جل وعز (حم.
والكتاب المبين) (آية ١ و ٢) أي إبان الهدى من الضلالة والحق من الباطل ويكون (المبين) البين ٢ - ثم قال جل وعز (إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) (آية ٣) أي بيناه
٣ - وقوله جل وعز (وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) (آية ٤) روى معمر عن قتادة قال (في أم الكتاب) قال في اصل الكتاب وجملته عندنا قال أبو جعفر ونظير هذا على قول قتادة (إنه لقرآن مجيد في لوح محفوظ) وقيل (وإنه في أم الكتاب) يعني ما قدر من الخير والشر (لعلي) لقاهر لا يقدر أحد أن يدفعه حكيم) محكم ٤ - وقوله جل وعز (أفنضرب عنكم الذكر صفحا إن كنتم قوما مسرفين) (آية ٥) روى إسماعيل عن أبى صالح (أفنضرب عنكم الذكر) ؟
قال العذاب وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أتكذبون بالقرآن ولا تعاقبون ؟ قال أبو جعفر المعنى على هذين القولين أفنضرب عنكم ذكر العذاب ومذهب قتادة أن المعنى أفنهملكم وقال ولا نأمركم ولا ننهاكم ؟ قال أبو جعفر يقال ضربت عنه وأضربت أي تركته ثم قال جل وعز (صفحا) أي إعراضا يجوز أن يكون المعنى أفنصفح عنكم صفحا كما يقال هو يدعه تركا
ويجوز أن يكون المعنى أفنضرب عنكم الذكر صافحين كما يقال جاء فلان مشيا ومعنى صفحت عنه أعرضت عنه أي وليته صفحة عنقي قال الشاعر: صفوحا فما تلقاك إلا بخيلة * فمن مل منها ذلك الوصل ملت ٥ - ثم قال جل وعز (أن كنتم قوما مسرفين) (آية ٥) قال قتادة أي مشركين قال أبو جعفر المعنى لأن كنتم إذا فتحت (أن) وبذلك قرأ الحسن وأبو عمرو وابن كثير
وقرأ أهل المدينة وأهل الكوفة بالكسر وهو عند قوم من