ب - وفي الآية قول آخر وهو أن معنى (ما لهم بذلك من علم) ما لهم عذر في هذا لأنهم رأوا أن ذلك عذر لهم فرد الله ذلك عليهم فالرد محمول على المعنى وقوله (أم آتيناهم كتابا) ١٦ - وقوله جل وعز (بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة) (آية ٢٢)
وقرأ مجاهد وعمر بن عبد العزيز (على إمة) قال الكسائي هما لغتان بمعنى واحد قال أبو جعفر المعروف في اللغة أن الإمة بالكسر الطريقة من الدين والمذهب كما قال: حلفت فلم أترك لنفسك ريبة * وهل يأثمن ذو امة وهو طائع والأمة السنة والملة وقد يكون لها غير هذا المعنى وقد تكون الإمة بمعنى الملك والتمام كما قال: ثم بعد الفلاح والملك والإمة وارتهموا وهو هناك القبور
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد (إنا وجدنا آباءنا على أمة) على ملة ١٧ - وقوله جل وعز (وإنا على آثارهم مهتدون) (آية ٢٢) يجوز أن يكون خبرا بعد خبر ويجوز أن يكون المعنى مهتدون على آثارهم ١٨ - ثم أخبر جل وعز أن الأنبياء قبله قد قيل لهم مثل هذا فقال (وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون) (آية ٢٣) ثم قال جل وعز (قل أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم
عليه آباءكم) (آية ٢٤)
المعنى أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم أقمتم على ما كان عليه آباؤكم ؟ ١٩ - وقوله جل وعز (وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون) (آية ٢٦) وفي قراءة (إنني برئ) وحكى الفراء أن قوما يكتبون الهمزة في كل موضع ألفا فعلى هذا يقرأ برئ وإن كان في السواد بالألف ومن قرأ (براء) قال في الاثنين والجميع براء أيضا بمعنى ذوي براء