ثم أخبر جل وعز أن ما عنده من الرحمة خير فقال (ورحمة ربك خير مما يجمعون) (آية ٣٢) وقرأ الحسن (تجمعون) بالتاء ٢٥ - وقوله جل وعز (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون) (آية ٣٣) في معنى الآية قولان: قال الحسن وقتادة لولا ان يكفر الناس جميعا لفعلنا هذا قال أبو جعفر ومعنى هذا القول لولا أن يميل الناس إلى الدنيا فيكفروا لأعطينا الكافر هذا لهوان الدنيا على الله عز وجل والقول الآخر قاله الكسائي قال المعنى لولا إرادتنا
أن يكون في الكفار غني وفقير وفي المسلمين مثل ذلك لأعطينا الكفار من الدنيا هذا لهوانها على الله جل وعز
قال الفراء يجوز أن يكون معنى (لبيوتهم) على بيوتهم قال أبو جعفر روى سفيان عن إسماعيل عن الشعبي (سقفا من فضة) قال جزوعا (ومعارج) قال درجا (عليها يظهرون) قال يصعدون
وقرأ جماعة (سقفا من فضة) وأنكر هذه القراءة بعض أهل اللغة وقال لو كان كذا لقال (عليه) قال أبو جعفر وهذا لا يلزم لأنه يجوز أن يكون (عليها) للدرج ٢٦ - ثم قال جل وعز (ولبيوتهم أبوابا) (آية ٣٤) أي من فضة (وسررا) أي من فضة (وزخرفا) روى شعبة عن الحكم عن مجاهد قال كنت لا أدري ما معنى (وزخرفا) حتى وجدته في قراءة عبد الله بن مسعود (وذهبا) ! ! قال أبو جعفر في معناه قولان: أحدهما أن المعنى وجعلنا لهم زخرفا أي غنى
والآخر أن المعنى من فضة ومن زخرف ثم حذف (من) ونصب ٢٧ - وقوله جل وعز (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين) (آية ٣٦) روى سعيد عن قتادة قال (يعش) يعرض
وقال أبو عبيدة (يعش) تظلم عينه وروى عكرمة عن ابن عباس يعمى قال أبو جعفر يجب على قول ابن عباس ان تكون القراءة (ومن يعش) بفتح الشين


الصفحة التالية
Icon