وأما قول قتادة (يعش) يعرض وهو قول الفراء فغير معروف في اللغة إنما يقال عشا يعشو إذا مشى ببصر ضعيف قال الحطيئة: متى تأته تعشو إلى ضوء ناره * تجد خير نار عندها خير موقد ونظير هذا عرج الرجل يعرج أي مشى مشية الأعرج وعرج يعرج صار أعرج وأصح ما في هذا قول أبي عبيدة قال الله جل وعز
(الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري) وفي الحديث ان سعيد بن المسيب ذهبت إحدى عينيه وكان يعشو بالأخرى أي يبصر بها بصرا ضعيفا ٢٨ - وقوله جل وعز (نقيض له شيطانا فهو له قرين) (آية ٣٦) قيل جزاء على ما فعل وقال سعيد الجريري في قوله تعالى (نقيض له شيطانا) قال بلغنا ان الكافر إذا خرج من قبره سفع شيطان بيده فلا يزال معه حتى يدخله الله عز وجل النار فذلك قوله جل وعز (قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين) ويوكل
بالمؤمن ملك فلا يزال معه حتى يقضي الله بين الخلق أو يصير إلى
ما شاء الله ٢٩ - وقوله جل وعز (وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون) (آية ٣٧) أي وإن الشياطين ليصدون الكافر عن السبيل (ويحسبون) أي ويحسب الكفار أنهم مهتدون ٣٠ - وقوله جل وعز (حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين) (آية ٣٨) قال قتادة (حتى إذا جاءآنا) قال الكافر وقرينه جميعا قال أبو جعفر ويقرأ (حتى إذا جاءنا) يراد به الكافر في الظاهر والمعنى لهما جميعا لأنه قد عرف ذلك بما بعده كما قال:
وعين لها حدرة بدرة * شقت مآقيهما من أخر ٣١ - وقوله تعالى (قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين) (آية ٣٨) في معناه قولان: أحدهما أنه يراد مشرق الشتاء ومشرق الصيف والآخر أنه يراد المشرق والمغرب فجاء على كلام العرب لأنهم إذا اجتمع الشيئان في معنى غلب أحدهما كما قال الشاعر: