روى أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال لقي الرسل صلى الله عليهم ليلة اسري به فهذا قول ومعناه أنه سيسرى إذا بك وتلقى الرسل فاسألهم والقول الآخر وهو قول محمد بن يزيد وجماعة من العلماء أن في هذا المعنى التوقيف والتقرير والتوبيخ والمعنى
واسأل أمم من قد أرسلنا من قبلك من رسلنا كما قال تعالى (واسأل القرية) أي سل من عبد الملائكة أو قال إن الله ثالث ثلاثة أو عبد غير الله جل وعز هل وجد هذا في شئ من كتب الأنبياء مما أنزل الله عليهم فإنه لا يجد في كتاب نبي أن الله أمر أن يعبد غيره ففي هذا معنى التقرير والتوبيخ والتوقيف على أنهم قد كفروا وفعلوا ما لم يأمر الله به ونظيره قوله تعالى (قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين) ويصحح هذا القول أن علي بن الحكم روى عن الضحاك قال وهي في قراءة عبد الله (واسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك) قال يعني أهل الكتاب روى سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال في قراءة عبد
الله (واسأل من أرسلنا إليهم قبلك رسلنا) فهذه قراءة مفسرة وقال قتادة اي سل أهل الكتاب أأمر الله إلا بالتوحيد
والإخلاص ؟ وزعم ابن قتيبة أن التقدير واسأل من أرسلنا إليه من قبلك رسلا من رسلنا فحذف إليه لأن في الكلام دلالة عليه وحذف رسلا لأن من رسلنا يدل عليه وزعم أن الخطاب للنبي ﷺ والمراد المشركون ٣٨ - وقوله جل وعز (وقالوا يا أيها الساحر ادع لنا ربك بما عهد عندك إننا لمهتدون) (آية ٤٩) يقال كيف قالوا له أيها الساحر وقد قالوا (إننا
لمهتدون) فيما يستقبل ؟ قيل إنهم لما قالوا له هذا قبل أن يدعوه عرفوه فنادوه به وقيل كانوا يسمون العلماء سحرة فالمعنى يا أيها العالم قال مجاهد في وقوله تعالى (بما عهد عندك) من أنا إن آمنا كشف عنا العذاب قال أبو جعفر ويدل على صحة هذا الجواب قوله تعالى (فلما كشفنا عنهم العذاب إذا هم ينكثون) أي ينقضون العهد وروى سعيد عن قتادة (إذا هم ينكثون) قال


الصفحة التالية
Icon