قرئ على أبي قاسم قريب احمد بن منيع عن أبى كامل الجحدري عن عبد الواحد عن عاصم عن أبي مجلز (فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين) قال سلفا لمن عمل بمثل عملهم ومثلا لمن لم يعمل بمثل عملهم
قال أبو جعفر هذه الأقوال متقاربة وأصل السلف في اللغة ما تقدم ومنه تسلفت من فلان وابينها قول قتادة اي جعلناهم متقدمين في الهلاك وعظة لمن يأتي بعدهم ويقرأ (سلفا) جمع سليف وقرأ حميد الأعرج فيما روي عنه (سلفا) جمع سلفة اي فرقة متقدمة وأبينها وأكثرها فتح السين واللام كما يقال فلان يحب السلف ٤٥ - وقوله جل وعز (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) (آية ٥٧) قال مجاهد قالوا ما ذكر محمد عيسى صلى الله عليهما إلا لننزله فقال منزلته من النصارى
وقال قتادة لما أنزل على النبي ﷺ ذكر عيسى غاظ ذلك قريشا وقالوا لم ذكرت عيسى وقالوا ما ذكره إلا لنستعمل فيه ما استعملت النصارى في عيسى فأنزل الله جل وعز (ما ضربوه لك إلا جدلا) وقيل نزل هذا في ابن الزبعري لما انزل أي الله تعالى
(إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون) قال فالنصارى تعبد المسيح قال جل وعز (ما ضربوه لك إلا جدلا) أي قد علموا أنه لا يراد بهذا المسيح وإنما يراد بها الصنام التي كانوا يعبدونها
٤٦ - وقوله جل وعز (إذ قومك منه يصدون) (آية ٥٨) روى سفيان وشعبة عن عاصم عن أبى رزين عن ابن عباس (إذا قومك منه يصدون) قال يضجون ويقرأ (يصدون) بضم الصاد قال النخعي أي يعرضون وقال الكسائي هما لغتان بمعنى واحد


الصفحة التالية
Icon