وأنكر بعض أهل اللغة الضم وقال لو كانت (يصدون) لكانت (عنه) ولم تكن (منه) وقال أبو جعفر وهذا لا يلزم لأن معنى يصدون منه أي من أجله ٤٧ - وقوله جل وعز (وقالوا أآلهتنا خير أم هو) (آية ٥٨) قال قتادة (أم هو) يعنون محمدا ﷺ وفي قراءة أبي (وقالوا أآلهتنا خير أم هذا) يعنون محمدا ﷺ ٤٨ - ثم قال جل وعز (ما ضربوه لك إلا جدلا) (آية ٥٨) المعنى على تفسير قتادة إنهم قد علموا أنك لا تريد منهم أن ينزلوك منزلة المسيح
وعلى القول الآخر غنهم قد علموا أنه لا يراد بقوله جل وعز
(إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) المسيح عليه السلام وإنما يراد به الأصنام واللغة تدل على هذا لأن (ما) لما لا يعقل فقد علم أن معنى (وما تعبدون من دون الله) لا يكون للمسيح وهذا أصح ما قيل في قوله تعالى (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) ٤٩ - ثم قال جل وعز (بل هم قوم خصمون) (آية ٥٨) قال سفيان حدثني رجل أنها نزلت في ابن الزبعرى ٥٠ - ثم قال جل وعز (إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل) (آية ٥٩) يكون المعنى على قول من قال إن الآية نزلت في ابن الزبعرى إن المسيح إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني
إسرائيل اي جعلناه عظة لهم اي ذا عظة أي يعظهم ويجوز ان يكون معنى (مثلا) أنه بشر مثلهم فضل عليهم ويجوز أن يكون المعنى على قول قتادة وعلى الآخر ايضا إن محمد إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل والكلام في مثل كالكلام فيه ٥١ - ثم قال جل وعز (ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض
يخلفون) (آية ٦٠) قال مجاهد اي يعمرونها كما تعمرونها بدلا منكم


الصفحة التالية
Icon