"وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً أَ شَهِدُوا خَلْقَهُمْ" حتى يجزموا بذلك وهذا تهكم بهم لأنهم لم يشهدوا خلقهم وإنما قالوه جرأة على اللّه قاتلهم اللّه "سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ" هذه على إفكهم هذا "وَيُسْئَلُونَ" ١٩ عنه يوم القيامة.
نزلت هذه الآية حينما قال لهم حضرة الرسول وما يدريكم أن الملائكة إناث ؟ قالوا سمعناه من آبائنا ونشهد أنهم لم يكذبوا، فوبخهم اللّه على ذلك وعلى قولهم "وَقالُوا لَوْ شاءَ الرَّحْمنُ ما عَبَدْناهُمْ" أي الملائكة والأصنام، والسياق يؤيد الأول إذ لم يسبق للأصنام ذكر، وقد استدلوا بنفي مشيئة اللّه ترك عبادتها على امتناع النهي عنها أو على حسنها، وقالوا إن اللّه لم يشأ ترك عبادتها، ولو شاء لتحققت مشيئته ولعجل عقوبتنا على عبادتها، بل إنه شاء عبادتها لأنها متحققة، فتكون مأمورا بها أو حسنة، ويمتنع أن تكون منهيا عنها أو قبيحة.


الصفحة التالية
Icon