إني لا أعبد "إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ" ١٧ إلى دينه
القويم الحق وطريقه المستقيم الصدق "وَجَعَلَها كَلِمَةً" أي جعل براءته تلك من الأوثان "باقِيَةً"تردد "فِي عَقِبِهِ" ذريته وبعض من بعده وهي كلمة لا إله إلا اللّه، لأن قوله (إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ) جاريا مجرى لا إله وقوله (إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي) جاريا مجرى إلا اللّه، فلا يزالون يلهجون بها ويوحدون اللّه بالعبادة "لَعَلَّهُمْ" إذا تلقوها عنه عقبا بعد عقب، وقد أشرك بعضهم فلم يقلها "يَرْجِعُونَ" ٢٨ عن الشرك إلى التوحيد اقتداء بجدهم الكريم، وان من أشرك منهم يرجع إلى اللّه بدعاء من وجد منهم، لأن ذريته عليه السلام لم تخل قط ممن يوحد اللّه ويدعو إليه منذ نشأ إلى يومنا هذا، وإلى يوم القيامة إن شاء اللّه القائل "بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ" قومك يا محمد "وَآباءَهُمْ" من قبلهم بالنعم المترادفة ولم أعاقبهم "حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ" من عندنا وهو القرآن "وَرَسُولٌ مُبِينٌ" ٢٩ موضح لهم الحق من الباطل من الأحكام والحدود والأخبار "وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ" بدل أن يصدقوه "قالُوا هذا سِحْرٌ" قد افتريته من عندك يا محمد "وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ" ٣٠ فزادوا بالطين بلة والنار شرارة إذ ضموا العناد إلى الكفر والاستخفاف إلى البهت، فسموا القرآن سحرا وكفروا به، وسموا الرسول ساحرا وكذبوه


الصفحة التالية
Icon