وقال فى التحرير والتنوير :
ووجه فصل هذه الآية عما قبلها بدون عطف، اختلافُ الغرض عن غرض الآيات السابقة فهي استئناف محض ليس جواباً عن سؤال مقدر.
والأولى بقاء السين على معنى الاستقبال إذ لا داعي إلى صرفه إلى معنى المضي وقد علمتم الداعي إلى الإخبار به قبل وقوعه منهم. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٢ صـ ٧﴾
فائدة فى معنى السفه
إن من لا يميز بين ما له وعليه، ويعدل عن طريق منافعه إلى ما يضره، يوصف بالخفة والسفه، ولا شك أن الخطأ في باب الدين أعظم مضرة منه في باب الدنيا فإذا كان العادل عن الرأي الواضح في أمر دنياه يعد سفيهاً، فمن يكون كذلك في أمر دينه كان أولى بهذا الاسم فلا كافر إلا وهو سفيه فهذا اللفظ يمكن حمله على اليهود، وعلى المشركين وعلى المنافقين، وعلى جملتهم. أهـ
﴿مفاتيح الغيب حـ٤صـ ٨٣﴾
وقال البقاعى :
قال :﴿السفهاء﴾ ولم يقل : سيقولون، إظهاراً للوصف الذي استخفهم إلى هذا القول الظاهر عواره لأهل كل دين والسفيه الذي يعمل بغير دليل، إما بأن لا يلتفت إلى دليل فلا يتوقف إلى أن يلوح له بل يتبع هواه، أو يرى غير الدليل دليلاً، وأكد الوصف بالطيش بقوله :﴿من الناس﴾ المأخوذ من النوس وهو التحرك، دون أن يقول : من أهل الكتاب، أو بني إسرائيل - ونحو ذلك تصريحاً بذمهم وتعميماً لكل من مالأهم على ذلك ﴿ما ولاهم﴾ ولم يقولوا : مَن، زيادة في الأذى بالاحتقار ﴿عن قبلتهم﴾. أهـ ﴿نظم الدرر حـ ١صـ ٢٦٠﴾