وجوز انتصاب ﴿ مِنْ ﴾ بمضمر معطوف على ﴿ اتخذ ﴾ [ الزخرف : ١٦ ] فالهمزة حينئذٍ لإنكار الوقوع واستبعاده، وإقحامها بين المعطوفين لتذكير ما في أم المنقطعة من الإنكار، والعطف للتغاير العنواني أي أو اتخذ سبحانه من هذه الصفة الذميمة ولداً ﴿ وَهُوَ ﴾ مع ما ذكر من القصور ﴿ فِى الخصام ﴾ أي الجدال الذي لا يكاد يخلو عنه إنسان في العادة ﴿ غَيْرُ مُبِينٍ ﴾ غير قادر على تقرير دعواه وإقامته حجته لنقصان عقله وضعف رأيه، والجار متعلق بمبين، وإضافة ﴿ غَيْرِ ﴾ لا تمنع عمل ما بعدها فيه لأنه بمعنى النفي فلا حاجة لجعله متعلقاً بمقدر، وجوز كون من مبتدأ محذوف الخبر أي أو من حاله كيت وكيت ولده عز وجل، وجعل بعضهم خبره جعلوه ولداً لله سبحانه وتعالى أو اتخذه جل وعلا ولداً، وعن ابن زيد أن المراد بمن ينشأ في الحلية الأصنام قال : وكانوا يتخذون كثيراً منها من الذهب والفضة ويجعلون الحلي على كثير منها، وتعقب بأنه يبعد هذا القول قوله تعالى :﴿ وَهُوَ فِى الخصام غَيْرُ مُبِينٍ ﴾ إلا إن أريد بنفي الإبانة نفي الخصام أي لا يكون منها خصام فإبانة كقوله :
على لا حب لا يهتدى بمناره...


الصفحة التالية
Icon