وعندي أن هذا القول بعيد في نفسه وأن الكلام أعني قوله سبحانه :﴿ أَمِ اتخذ ﴾ إلى هنا وارد لمزيد الإنكار في أنهم قوم من عادتهم المناقضة ورمى القول من غير علم، وفي المجىء بأم المنقطعة وما في ضمنها من الإضراب دليل على أن معتمد الكلام إثبات جهلهم ومناقضتهم لا إثبات كفرهم لكنه يفهم منه كما سمعت وتسمع إن شاء الله تعالى، وقرأ الجحدري في رواية ﴿ يُنَشَّأُ ﴾ مبنياً للمفعول مخففاً، وقرأ الحسن في رواية أيضاً ﴿ يناشأ ﴾ على وزن يفاعل مبنياً للمفعول، والمناشاة بمعنى الإنشاء كالمغالاة بمعنى الإغلاء، وقرأ الجمهور ﴿ أَوَمَن يُنَشَّأُ ﴾ مبنياً للفاعل، والآية ظاهرة في أن النشوء في الزينة والنعومة من المعايب والمذام وأنه من صفات ربات الحجال فعلى الرجل أن يجتنب ذلك ويأنف منه ويربا بنفسه عنه ويعيش كما قال عمر رضي الله تعالى عنه اخشوشنوا في اللباس واخشوشبوا في الطعام وتمعددوا وإن أراد أن يزين نفسه زينها من باطن بلباس التقوى. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٢٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon