﴿ وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيّ فِى الاولين وَمَا يَأْتِيهِم مّنْ نَّبِىّ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ ﴾ تقرير لما قبله ببيان أن إسراف الأمم السالفة لم يمنعه تعالى من إرسال الأنبياء إليهم وتسلية لرسول الله ﷺ عن استهزاء قومه به عليه الصلاة والسلام، فقد قيل : البلية إذا عمت طابت، و﴿ كَمْ ﴾ مفعول ﴿ أَرْسَلْنَا ﴾ و﴿ فِى الاولين ﴾ متعلق به أو صفة ﴿ نَّبِىٍّ ﴾ وما يأتيهم الخ للاستمرار وضميره للأولين.
﴿ فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً ﴾ نوع آخر من التسلية له ﷺ، وضمير ﴿ مِنْهُمْ ﴾ يرجع إلى المسرفين المخاطبين لا إلى ما يرجع إليه ضمير ﴿ مَا يَأْتِيهِمْ ﴾ لقوله تعالى :﴿ ومضى مَثَلُ الاولين ﴾ أي سلف في القرآن غير مرة ذكر قصتهم التي حقها أن تسير مسير المثل، ونصب ﴿ بَطْشاً ﴾ على التمييز وجوز كونه على الحال من فاعل ﴿ أَهْلَكْنَا ﴾ أي باطشين، والأول أحسن، ووصف أولئك بالأشدية لإثبات حكمهم لهؤلاء بطريق الأولوية. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٢٥ صـ ﴾