وهو إقناعيٌّ، وإلاَّ فالمستقبلُ يَسْتحيلُ وقوعُه في الحالِ عقلاً. وأمَّا قولُه :" إذ " ففيها للناسِ أوجهٌ كثيرةٌ. قال ابن جني :" راجَعْتُ أبا عليّ فيها مِراراً فآخرُ ما حَصَّلْت منه : أنَّ الدنيا والآخرةَ متصلتان، وهما سواءٌ في حُكْم اللَّهِ تعالى وعِلْمِه، ف " إذ " بدلٌ من " اليوم " حتى كأنَّه مستقبلٌ أو كأنَّ اليومَ ماضٍ. وإلى هذا نحا الزمخشريُّ قال :" وإذْ بدلٌ من اليوم " وحَمَلَه الزمخشريُّ على معنى : إذْ تبيَّن وصَحَّ ظُلْمُكم، ولم يَبْقَ لأحدٍ ولا لكم شبهةٌ في أنَّكم كنتم ظالمين. ونظيرُه :

٣٩٩٨ إذا ما انْتَسَبْنا لم تَلِدْني لئيمةٌ .......................
أي : تَبَيَّن أني وَلَدُ كريمةٍ ". وقال الشيخ :" ولا يجوزُ البدلُ ما دامت " إذ " على موضوعِها من المُضِيِّ، فإنْ جُعِلَتْ لمطلقِ الزمانِ جاز ". قلت : لم يُعْهَدْ في " إذ " أنها تكونُ لمطلقِ الزمان، بل هي موضوعةٌ لزمانٍ خاصٍ بالماضي كأَمْسِ. الثاني : أنَّ في الكلام حَذْفَ مضافٍ تقديرُه : بعد إذ ظَلَمْتُمْ.


الصفحة التالية
Icon