ثم قال :﴿يُطَافُ عَلَيْهِمْ بصحاف مِّن ذَهَبٍ وأكواب﴾ قال الفراء : الكوب المستدير الرأس الذي لا أذن له، فقوله ﴿يُطَافُ عَلَيْهِمْ بصحاف مِّن ذَهَبٍ﴾ إشارة إلى المطعوم، وقوله ﴿وَأَكْوابٍ﴾ إشارة إلى المشروب، ثم إنه تعالى ترك التفصيل وذكر بياناً كلياً، فقال :﴿وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأنفس وَتَلَذُّ الأعين وَأَنتُمْ فِيهَا خالدون ﴾.
ثم قال :﴿وَتِلْكَ الجنة التي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ وقد ذكرنا في وراثة الجنة وجهين في قوله ﴿أولئك هُمُ الوارثون * الذين يَرِثُونَ الفردوس﴾ [ المؤمنون : ١٠، ١١ ] ولما ذكر الطعام والشراب فيما تقدم، ذكر ههنا حال الفاكهة، فقال :﴿لَكُمْ فِيهَا فاكهة مّنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾.
واعلم أنه تعالى بعث محمداً ﷺ إلى العرب أولاً، ثم إلى العالمين ثانياً، والعرب كانوا في ضيق شديد بسبب المأكول والمشروب والفاكهة، فلهذا السبب تفضل الله تعالى عليهم بهذه المعاني مرة بعد أخرى، تكميلاً لرغبتهم وتقوية لدواعيهم. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٧ صـ ١٩٣﴾


الصفحة التالية