﴿ تُحْبَرُونَ ﴾ تكرمون ؛ قاله ابن عباس ؛ والكرامة في المنزلة.
الحسن : تفرحون، والفرح في القلب.
قتادة : ينعمون ؛ والنعيم في البدن.
مجاهد : تسرّون ؛ والسرور في العين.
ابن أبي نجِيح : تعجبون ؛ والعجب هاهنا درك ما يستطرف.
يحيى بن أبي كثير : هو التلذذ بالسماع.
وقد مضى هذا في "الروم".
يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (٧١)
فيه أربع مسائل :
الأولى قوله تعالى :﴿ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ ﴾ أي لهم في الجنة أطعمة وأشربة يطاف بها عليهم في صِحاف من ذهب وأكواب.
ولم يذكر الأطعمة والأشربة ؛ لأنه يعلم أنه لا معنى للإطافة بالصحاف والأكواب عليهم من غير أن يكون فيها شيء.
وذكر الذهب في الصحاف واستغنى به عن الإعادة في الأكواب ؛ كقوله تعالى :﴿ والذاكرين الله كَثِيراً والذاكرات ﴾ [ الأحزاب : ٣٥ ].
وفي الصحيحين عن حُذيفة أنه سمع النبي ﷺ يقول :" لا تلبسوا الحرير ولا الديباج ولا تشربوا في آنية الذهب والفضة ولا تأكلوا في صحافها فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة " وقد مضى في سورة "الحج" أن من أكل فيهما في الدنيا أو لبس الحرير في الدنيا ولم يتب حُرِم ذلك في الآخرة تحريماً مؤبداً.
والله أعلم.
وقال المفسرون : يطوف على أدناهم في الجنة منزلة سبعون ألف غلام بسبعين ألف صحفة من ذهب، يُغْدَى عليه بها، في كل واحدة منها لون ليس في صاحبتها، يأكل من آخرها كما يأكل من أولها، ويجد طعم آخرها كما يجد طعم أولها، لا يشبه بعضه بعضاً، ويراح عليه بمثلها.
ويطوف على أرفعهم درجة كل يوم سبعمائة ألف غلام، مع كل غلام صحفة من ذهب، فيها لون من الطعام ليس في صاحبتها، يأكل من آخرها كما يأكل من أولها، ويجد طعم آخرها كما يجد طعم أولها، لا يشبه بعضه بعضاً.


الصفحة التالية
Icon