ثم قال تعالى :﴿إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ﴾ يعني ما عيسى إلا عبد كسائر العبيد أنعمنا عليه حيث جعلناه آية بأن خلقناه من غير أب كما خلقنا آدم وشرفناه بالنبوة وصيرناه عبرة عجيبة كالمثل السائر ﴿وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُمْ﴾ لولدنا منك يا رجال ﴿ملائكة فِي الأرض يخلفون﴾ كما يخلفكم أولادكم كما ولدنا عيسى من أنثى من غير فحل لتعرفوا تميزنا بالقدرة الباهرة ولتعرفوا أن دخول التوليد والتولد في الملائكة أمر ممكن وذات الله متعالية عن ذلك ﴿وإِنَّهُ﴾ أي عيسى ﴿لَعِلْمٌ لّلسَّاعَةِ﴾ شرط من أشراطها تعلم به فسمي الشرط الدال على الشيء علماً لحصول العلم به، وقرأ ابن عباس :﴿لَعِلْمٌ﴾ وهو العلامة وقرىء للعلم وقرأ أبي : لذكر، وفي الحديث :
" أن عيسى ينزل على ثنية في الأرض المقدسة يقال لها أفيق وبيده حربة وبها يقتل الدجال فيأتي ببيت المقدس في صلاة الصبح والإمام يؤم بهم فيتأخر الإمام فيقدمه عيسى ويصلي خلفه على شريعة محمد ﷺ ثم يقتل الخنازير ويكسر الصليب ويخرب البيع والكنائس ويقتل النصارى إلا من آمن به " ﴿فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا﴾ من المرية وهو الشك ﴿واتبعون﴾ واتبعوا هداي وشرعي ﴿هذا صراط مُّسْتَقِيمٌ﴾ أي هذا الذي أدعوكم إليه صراط مستقيم ﴿وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ الشيطان إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾ قد بانت عداواته لكم لأجل أنه هو الذي أخرج أباكم من الجنّة ونزع عنه لباس النور. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٧ صـ ١٨٩ ـ ١٩١﴾


الصفحة التالية
Icon