وقيل :"أَمْ أَبْرَمُوا" عطف على قوله :﴿ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرحمن آلِهَةً يُعْبَدُونَ ﴾ [ الزخرف : ٤٥ ].
وقيل : أي ولقد جئناكم بالحق فلم تسمعوا، أم سمعوا فأعرضوا لأنهم في أنفسهم أبرموا أمراً آمنوا به العقاب.
قوله تعالى :﴿ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم ﴾ أي ما يسرونه في أنفسهم ويتناجون به بينهم.
﴿ بلى ﴾ نسمع ونعلم.
﴿ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ ﴾ أي الحفظة عندهم يكتبون عليهم.
وروي أن هذا نزل في ثلاثة نفر كانوا بين الكعبة وأستارها ؛ فقال أحدهم : أترون أن الله يسمع كلامنا؟ وقال الثاني : إذا جهرتم سمع، وإذا أسررتم لم يسمع.
وقال الثالث : إن كان يسمع إذا أعلنتم فهو يسمع إذا أسررتم ؛ قاله محمد بن كعب القُرَظي : وقد مضى هذا المعنى عن ابن مسعود في سورة "فصلت". أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon