وذكر الثعلبيّ والزَّمَخْشِري وغيرهما من حديث أبي هريرة أنّ النبيّ ﷺ قال :" ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام من السماء على ثَنِيّة من الأرض المقدسة يقال لها أَفِيق بين مُمَصَّرَتَيْن وشعر رأسه دَهين وبيده حربة يقتل بها الدجال فيأتي بيت المقدس والناس في صلاة العصر والإمام يؤمّ بهم فيتأخر الإمام فيقدّمه عيسى ويصلّي خلفه على شريعة محمد ﷺ ثم يقتل الخنازير ويكسر الصليب ويخرب البِيَع والكنائس ويقتل النصارى إلا من آمن به " وروى خالد عن الحسن قال : قال رسول الله ﷺ :" الأنبياء إخوة لِعَلاّت أمهاتُهم شَتّى ودينهم واحد وأنا أوْلَى الناس بعيسى ابن مريم إنه ليس بيني وبينه نبيّ وإنه أوّل نازل فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويقاتل الناس على الإسلام " قال الماوَرْدِيّ : وحكى ابن عيسى عن قوم أنهم قالوا إذا نزل عيسى رُفع التكليف لئلا يكون رسولاً إلى ذلك الزمان يأمرهم عن الله تعالى وينهاهم.
وهذا قول مردود لثلاثة أمور ؛ منها الحديث، ولأن بقاء الدنيا يقتضي التكليف فيها، ولأنه ينزل آمراً بمعروف وناهياً عن منكر.
وليس يُستنكر أن يكون أمر الله تعالى له مقصوراً على تأييد الإسلام والأمر به والدعاء إليه.