كمثلَ آدم } [ آل عمران : ٥٩ ] وليس خلقه من دون أب بأعجب من خلق آدم من دون أب ولا أم أو ذلك قبل أن تنزل سورة آل عمران لأن تلك السورة مدنية وسورة الزخرف مكية قالوا : نحن أهدى من النصارى لأنهم عبدوا آدمياً ونحن عبدنا الملائكة أي يدفعون ما سفههم به النبي ﷺ بأن حقه أن يسفه النصارى فنزل قوله تعالى :﴿ ولما ضرب ابن مريم مثلاً ﴾ الآية ولعلهم قالوا ذلك عَن تجاهل بما جاء في القرآن من ردّ على النصارى.
والذي جرى عليه أكثر المفسرين أن سبب نزولها الإشارة إلى ما تقدم في سورة الأنبياء ( ٩٨ ) عند قوله تعالى :﴿ إنكم وما تعبدون من دون الله حصبُ جهنم ﴾ إذ قال عبد الله بن الزبعرى قبل إسلامه للنبيء ﷺ أخاصة لنا ولآلهتنا أم لجميع الأمم.
فقال النبي ﷺ " هو لكم ولآلهتكم ولجميع الأمم " قال :" خَصَمْتُك ورب الكعبة ألست تزعم أن عيسى ابنَ مريم نبيء وقد عبدته النصارى فإن كان عيسى في النّار فقد رَضينا أن نكون نحن وآلهتنا معه " ففرح بكلامه من حَضر من المشركين وضجّ أهل مكة بذلك فأنزل الله تعالى :﴿ إن الذين سبقت لهم مِنّا الحُسنى أولئك عنها مُبعَدون ﴾
في سورة الأنبياء ( ١٠١ ) ونزلت هذه الآية تشير إلى لجاجهم.
وبعض المفسرين يزيد في رواية كلام ابن الزِبَعرى : وقد عَبَدَتْ بنو مُلَيح الملائكة فإن كان عيسى والملائكة في النّار فقد رضينا.
وهذا يتلاءم مع بناء فعل ﴿ ضرب ﴾ للمجهول لأن الذي جَعل عيسى مثلاً لمجادلته هو عبد الله بن الزِبعرَى، وليس من عادة القرآن تسمية أمثاله، ولو كان المثل مضروباً في القرآن لقال : ولما ضَرَبنا ابن مريم مثلاً، كما قال بعده ﴿ وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل ﴾ [ الزخرف : ٥٩ ].