ولما أمرهم بطاعته، علل ذلك بما أزال تهمته ما يطاع فيه، فقال مؤكداً لما في أعمالهم من المجاملة المؤذنة بالتكذيب :﴿إن الله﴾ أي الذي اختص بالجلال والجمال، فكان أهلاً لأن يتقى ﴿هو﴾ أي وحده ﴿ربي وربكم﴾ نحن في العبودية بإحسانه إلينا وسيادته لنا على حد سواء، فلولا أنه أرسلني لما خصني عنكم بهذه الآيات البينات ﴿فاعبدوه﴾ بما آمركم به لأنه صدقني في أمركم باتباع ما ظهر على يدي فصار هو الآمر لا أنا.
ولما كان دعاؤه إلى الله بما لا حظ له عليه الصلاة والسلام فيه دل قطعياً على صدقه ولا سيما وقد اقترن بالمعجزات مع كونه في نفسه في غاية الخفية لا يستطاع بعضه بوجه، أشار إلى ذلك كله بقوله على وجه الاستنتاج مما مضى مرغباً فيه دالاً على اقتضائه الطاعة ﴿هذا﴾ أي الأمر العظيم الذي دعوتكم إليه ﴿صراط﴾ أي طريق واسع جداً واضح ﴿مستقيم﴾ لا عوج له.
ذكر ما يدل على أنه أتى بالحكمة من الإنجيل :


الصفحة التالية
Icon