وقال القرطبى :
﴿ وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ ﴾
هذا تكذيب لهم في أن للّه شريكاً وولداً ؛ أي هو المستحق للعبادة في السماء والأرض.
وقال عمر رضي الله عنه وغيره : المعنى وهو الذي في السماء إله في الأرض ؛ وكذلك قرأ.
والمعنى أنه يعبد فيهما.
وروي أنه قرأ هو وابن مسعود وغيرهما "وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ اللَّهُ وَفِي اْلأَرْضِ اللَّهُ" وهذا خلاف المصحف.
و"إله" رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف ؛ أي وهو الذي في السماء هو إله ؛ قاله أبو علي.
وحسن حذفه لطول الكلام.
وقيل :"في" بمعنى على ؛ كقوله تعالى :﴿ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النخل ﴾ [ طه : ٧١ ] أي على جذوع النخل ؛ أي هو القادر على السماء والأرض.
﴿ وَهُوَ الحكيم العليم ﴾ تقدّم.
﴿ وَتَبَارَكَ ﴾ تفاعل من البركة ؛ وقد تقدّم.
﴿ وَعِندَهُ عِلْمُ الساعة ﴾ أي وقت قيامها.
﴿ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي "وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ" بالياء.
الباقون بالتاء.
وكان ابن مُحَيْصِن وحُميد ويعقوب وابن أبي إسحاق يفتحون أوله على أصولهم.
وضم الباقون.
وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٨٦)
فيه مسألتان :
الأولى قوله تعالى :﴿ إِلاَّ مَن شَهِدَ بالحق ﴾ "مَنْ" في موضع الخفض.
وأراد ب "الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ" عيسى وعزيراً والملائكة.
والمعنى ولا يملك هؤلاء الشفاعة إلا لمن شهد بالحق وآمن على علم وبصيرة ؛ قاله سعيد بن جبير وغيره.
قال : وشهادة الحق لا إله إلا الله.
وقيل :"مَنْ" في محل رفع ؛ أي ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة ؛ يعني الآلهة في قول قتادة أي لا يشفعون لعابديها إلا من شهد بالحق ؛ يعني عُزيراً وعيسى والملائكة فإنهم يشهدون بالحق والوحدانية للّه.
﴿ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ حقيقة ما شهدوا به.