فصل فى معانى السورة كاملة
قال الشيخ المراغى رحمه الله :
سورة الدخان
ليلة مباركة : هى ليلة القدر، منذرين : أي مخوّفين، يفرق : أي يفصل ويبين، حكيم : أي محكم لا يستطاع أن يطعن فيه بحال، موقنين أي تطلبون اليقين وتريدونه كما يقال منجد متهم : أي يريد نجدا وتهامة.
ارتقب : أي انتظر، من قولهم : رقبته أي انتظرته وحرسته، والمراد من الدخان ما أصابهم من الظلمة فى أبصارهم من شدة الجوع حتى كأنهم كانوا يرون دخانا، فإن الإنسان إذا اشتد خوفه أو ضعفه أظلمت عيناه ورأى الدنيا كالمملوءة دخانا، يغشى الناس : أي يحيط بهم، اكشف عنا : أي ارفع، أنّى : أي كيف يكون ومن أين معلّم أي يعلمه غلام رومى لبعض ثقيف، وبطش به أخذه بالعنف والسطوة كأبطشه، والبطش : الأخذ الشديد فى كل شىء والبأس، قاله صاحب القاموس.
فتنا : أي بلونا وامتحنا، كريم : أي جامع لخصال الخير والأفعال المحمودة قاله الراغب، أدّوا إلىّ عباد اللّه : أي أطلقوا وسلموا، أمين : أي ائتمنه اللّه على وحيه ورسالته، وأن لا تعلوا على اللّه : أي لا نستكبروا على اللّه بالاستهانة بوحيه، بسلطان مبين :
أي بحجة واضحة لا سبيل إلى إنكارها، عذت بربي وربكم : أي التجأت إليه وتوكلت عليه، أن ترجمون : أي تؤذوني ضربا أو شتما، فاعتزلون : أي كونوا بمعزل منى لا علىّ ولا لى ولا تتعرضوا لى بسوء، مجرمون : أي كافرون، أسر بعبادي : أي سر بهم ليلا، متبعون : أي يتبعكم فرعون وقومه، رهوا : أي ساكنا، يقال عيش راه إذا كان خافضا وادعا، وافعل ذلك سهوا رهوا : أي ساكنا بغير تشدد، قال القطامي فى وصف الرّكاب :
يمشين رهوا فلا الأعجاز خاذلة ولا الصدور على الأعجاز تتّكل