١٧ - ثم قال جل وعز (أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم) (آية ٣٧) قالت عائشة كان تبع رجلا صالحا فذم الله قومه ولم يذممه وقال سعيد بن جبير سال ابن عباس كعبا كيف ذكر الله جل وعز قوم تبع ولم يذكر تبعا فقال كان تبع ملكا من الملوك وكان قومه كهانا وكان معهم قوم من أهل الكتاب فكان قومه يكذبون على أهل الكتاب عنده فقال لهم جميعا قربوا قربانا فقربوا فتقبل قربان اهل الكتاب ولم يتقبل قربان قومه فاسلم فلذلك ذكر الله قومه ولم يذكره
١٨ - وقوله جل وعز (ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون) (آية ٣٩) (إلا بالحق) أي إلا لإقامة الحق ١٩ - وقوله جل وعز (يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون) (آية ٤١) المولى الولي والناصر كما قال الشاعر: فغدت كلا الفرجين تحسب انه * مولى المخافة خلفها وأمامها وفي الحديث عن النبي ﷺ (من كنت مولاه فعلي مولاه
في معناه ثلاثة أقوال: أحدها أن يكون المعنى من كنت أتولاه فعلي يتولاه والقول الثاني من كان يتولاني تولاه والقول الثالث أنه يروى أن أسامة بن زيد قال لعلي عليه السلام لست مولاي إنما مولاي رسول الله ﷺ فقال عليه السلام (من كنت مولاه فعلي مولاه) ٢٠ - وقوله جل وعز (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم) (آية ٤٤) قال شعبة سمعت سليمن عن مجاهد قال كان ابن عباس جالسا وفي يده محجن والناس يطوفون بالبيت فقال رسول الله ﷺ يا أيها الناس اتقوا الله ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون فلو أن قطرة من الزقوم قطرت على أهل الدنيا لأمرت عليهم عيشهم فكيف بمن طعامه الزقوم