قال تعالى "إِنَّا كُنَّا" نحن إله السموات والأرض ولم نزل "مُنْذِرِينَ" ٣ الناس أن يجتنبوا مخالفتنا ويحذروا عقابنا، واعلموا أيها الناس أن تلك الليلة المباركة "فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ" ٤ مفصول مقضى به حسب حكمتنا بمقتضى إرادتنا، قال ابن عباس يكتب في أم الكتاب في ليلة القدر
ما هو كائن في السنة من الخير والشر والأرزاق والآجال حتى الحجاج فيبرم وينفذ ذلك، لأن الكتابة لا تكون إلا ليلة البراءة كما تقدم، قال تعالى ما معناه نأمر بكل شيء "أَمْراً" نصب على الاختصاص وإن الأمر المحكم الذي أنزلناه حاصل "مِنْ عِنْدِنا" بمقتضى علمنا وتدبيرنا وحكمتنا "إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ" ٥ الرسل إلى الأمم السابقة لأجل إرشادهم وقد أرسلناك يا محمد إلى من على وجه الأرض وخاصة لأهل زمانك "رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ" إليهم ورأفة بهم ونعمة عليهم "إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ" لأقوالهم إذا أجابوا دعوتك وآمنوا بك "الْعَلِيمُ" ٦ بأفعالهم كلها.