قال تعالى "وَما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ" ٣٨ لأنه إذا لم يكن بعث ولا حساب يترتب عليه الثواب والعقاب، فيكون خلق الخلق لمجرد الفناء لعبا بل عبثا، وهذا دليل قاطع على البعث.
ولبحثه صلة في الآية ١٦ من سورة المؤمنين الآتية، فراجعه.
"ما خَلَقْناهُما إِلَّا بِالْحَقِّ" الجد الصحيح القاطع "وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ" ٣٩ ذلك ولهذا قال المؤمنون (رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا) الكون وما فيه (باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ) الآية ١٩١ من آل عمران في ج ٣، قال تعالى مهددا لهم ولأمثالهم من الكفرة "إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ" بين الصادق والكاذب والمحق والمبطل والمؤمن والكافر "مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ" ٤٠ قومك فمن قبلهم ومن بعدهم
"يَوْمَ لا يُغْنِي" فيه "مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً" من الأشياء أي لا تنفع القرابة والصداقة والخلّة والسيادة من أي ولي كان "وَلا هُمْ" الموالي والرؤساء "يُنْصَرُونَ" ٤١ أيضا فلا يقدرون على نصرة أنفسهم، ولا دفع العذاب عنهم،
فكيف ينفعون غيرهم "إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ" فلا يخلص من العذاب غير الذين يرحمهم اللّه فإنهم يخلصون ويشفعون لغيرهم أيضا بإذن اللّه لمن يشاء رحمته.
راجع الآية ٨٦ من سورة الزخرف المارة "إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ" الغالب على أعدائه "الرَّحِيمُ" ٤٢ بأوليائه.
قال تعالى "إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ" ٤٣ مرّ ذكرها في الآية ٤٢ من الصافات فراجعها فهي "طَعامُ الْأَثِيمِ" ٤٤ في جهنم وهي خاصة بكثيري الآثام كبيري الكفر عامة، وما قيل إنها خاصة في أبي جهل على فرض صحته لا يقيد عمومها وشرابه فيها "كَالْمُهْلِ" در درى الزيت وعكره ووسخه حال حرارته "يَغْلِي فِي الْبُطُونِ" ٤٥ حال نزوله فيها "كَغَلْيِ الْحَمِيمِ" ٤٦ الماء المتناهي في الحرارة.


الصفحة التالية
Icon