قال تعالى ملتفتا لحبيبه محمد صلّى اللّه عليه وسلم "فَإِنَّما يَسَّرْناهُ" القرآن المشار إليه أول السورة "بِلِسانِكَ" يا سيد الرسل "لَعَلَّهُمْ" قومك المشار إليهم آنفا في الآية ٢٢ المصدرة بقوله (أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ) أي لعلهم يتفكرون به فيؤمنون حين "يَتَذَكَّرُونَ" ٥٨ به فيتعظون ويرجعون عن غيّهم وطغيانهم وإلا "فَارْتَقِبْ" فيهم نزول العذاب كما "إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ" ٥٩ ما يحل بك من الدوائر بزعمهم، وستكون عليهم دائرة السوء.
هذا، ولا وجه لقول من قال إن هذه الآية منسوخة بآية السيف، لأن
غاية ما فيها إخبار اللّه تعالى نبيّه عما يحل بقومه الكافرين وما يناله عباده المؤمنين، ومن المعلوم أن الاخبار والوعيد والتهديد لا يدخلها النسخ، راجع بحث الناسخ والمنسوخ في المقدمة.
هذا، ولا يوجد سورة مختومة في هذه اللفظة غير هذه.
وأستغفر اللّه، ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم، وصلى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين. أ هـ ﴿بيان المعاني حـ ٤ صـ ٩٢ ـ ١٠٩﴾