والرحمة النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وقال الزجاج :"رَحْمَةً" مفعول من أجله ؛ أي أرسلناه للرحمة.
وقيل : هي بدل من قوله.
"أَمْراً" وقيل : هي مصدر.
الزمخشريّ :"أَمْراً" نصب على الاختصاص، جعل كلّ أمر جزلاً فَخْماً بأن وصفه بالحكيم، ثم زاده جزالة وكسبه فخامة بأن قال : أعني بهذا الأمر أمراً حاصلاً من عندنا، كائناً من لَدُنَّا، وكما اقتضاه علمنا وتدبيرنا.
وفي قراءة زيد بن عليّ "أَمْرٌ مِنْ عِنْدِنَا" على هو أمر، وهي تنصر انتصابه على الاْختصاص.
وقرأ الحسن "رحمة" على تلك هي رَحْمَةٌ، وهي تنصر انتصابها بأنه مفعول له.
قوله تعالى :﴿ رَبِّ السماوات والأرض ﴾ قرأ الكوفيون "رَبِّ" بالجر.
الباقون بالرفع ؛ رَدًّا على قوله :﴿ إِنَّهُ هُوَ السميع العليم ﴾.
وإن شئت على الابتداء، والخبرُ لا إله إلا هو.
أو يكون خبر ابتداء محذوف ؛ تقديره : هو ربّ السموات والأرض.
والجر على البدل من "رَبِّكَ" وكذلك :"رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ اْلأَوَّلِينَ" بالجر فيهما ؛ رواه الشَّيْزَرِيّ عن الكسائي.
الباقون بالرفع على الاستئناف.
ثم يحتمل أن يكون هذا الخطاب مع المعترف بأن الله خلق السموات والأرض ؛ أي إن كنتم موقنين به فاعلموا أن له أن يرسل الرسل، وينزل الكتب.
ويجوز أن يكون الخطاب مع من لا يعترف أنه الخالق ؛ أي ينبغي أن يعرفوا أنه الخالق ؛ وأنه الذي يحيي ويميت.
وقيل : الموقن هاهنا هو الذي يريد اليقين ويطلبه ؛ كما تقول : فلان يُنْجِد ؛ أي يريد نجداً.
ويُتهِم ؛ أي يريد تِهامة.
﴿ لاَ إله إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ﴾ أي هو خالق العالم ؛ فلا يجوز أن يشرك به غيره ممن لا يقدر على خلق شيء.
و"هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ" أي يحيي الأموات ويميت الأحياء.
﴿ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَآئِكُمُ الأولين ﴾ أي مالككم ومالك من تقدم منكم.
واتقوا تكذيب محمد لئلا ينزل بكم العذاب. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٦ صـ ﴾