﴿ والذين مِن قَبْلِهِمْ ﴾ أي قبل قوم تبع كعاد.
وثمود أو قبل قريش فهو تعميم بعد تخصيص ﴿ أهلكناهم ﴾ استئناف لبيان عاقبة أمرهم هدد به كفار قريش أو حال بإضمار قد أو بدونه من الضمير المستتر في الصلة أو خبر عن الموصول إن جعل مبتدأ ولم يعطف على ما قبله ﴿ إِنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ ﴾ تعليل لإهلاكهم أي أهلكناهم بسبب كونهم مجرمين فليحذر كفار قريش الإهلاك لإجرامهم.
وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (٣٨)
﴿ وَمَا خَلَقْنَا السموات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا ﴾ أي ما بين الجنسين وهو شامل لما بين الطبقات.
وقرأ عبيد بن عمير ﴿ وَمَا بَيْنَهُنَّ ﴾ فالضمير لمجموع السموات والأرض ﴿ لاَعِبِينَ ﴾ أي عابثين وهو دليل على وقوع الحشر كما مر في الأنبياء ( ١٦ ) وغيرها.
﴿ مَا خلقناهما ﴾ أي وما بينهما ﴿ إِلاَّ بالحق ﴾ استثناء مفرغ من أعم الأحوال أي ما خلقناهما ملتبسين بشيء من الأشياء إلا ملتبسين بالحق فالجار والمجرور في موضع الحال من الفاعل، وجوز أن يكون في موضع الحال من المفعول، والباء للملابسة فيهما، وجوز أن تكون للسببية، والاستثناء مفرغ من أعم الأسباب أي ما خلقناهما بسبب من الأسباب إلا بسبب الحق الذي هو الإيمان والطاعة والبعث والجزاء والملابسة أظهر ﴿ ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ تذييل وتجهيل فخيم لمنكري الحشر وتوكيد لأن إنكارهم يؤدي إلى إبطال الكائنات بأسرها ﴿ وَتَحْسَبُونَهُ هَيّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ﴾ ولهذا قال المؤمنون :﴿ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا باطلا سبحانك فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [ آل عمران : ١٩١ ]. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٢٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon