نَفْرَعهُ فَرْعاً ولسنا نَعْتِله...
وفيه لغتان ؛ عَتَلَهُ وعَتَنَه ( باللام والنون جميعاً )، قاله ابن السكيت.
وقرأ الكوفيون وأبو عمرو "فاعتلوه" بالكسر.
وضم الباقون.
﴿ إلى سَوَآءِ الجحيم ﴾ وسط الجحيم.
﴿ ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الحميم ﴾.
قال مقاتل : يضرب مالك خَازن النار ضربة على رأس أبي جهل بمقمع من حديد، فيتفتّت رأسه عن دماغه، فيجرِي دماغه على جسده، ثم يصبّ الملك فيه ماءً حميماً قد انتهى حره فيقع في بطنه ؛ فيقول المَلَك : ذُقِ العذاب.
ونظيره :﴿ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الحميم ﴾ [ الحج : ١٩ ].
قوله تعالى :﴿ ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ العزيز الكريم ﴾ قال ابن الأنباريّ : أجمعت العوام على كسر "إنّ".
وروي عن الحسن عن عليّ رحمه الله "ذُق أَنَّكَ" بفتح "أن"، وبها قرأ الكسائيّ.
فمن كسر "إن" وقف على "ذُقْ".
ومن فتحها لم يقف على "ذُقْ" ؛ لأن المعنى ذق لأنك وبأنك أنت العزيز الكريم.
قال قتادة : نزلت في أبي جهل وكان قد قال : ما فيها أعزّ منّي ولا أكرم ؛ فلذلك قيل له :"ذُقْ إِنَّكَ أَنْت الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ".
وقال عكرمة :" التقى النبي ﷺ وأبو جهل فقال النبيّ ﷺ :"إن الله أمرني أن أقول لك أوْلَى لك فأولىفقال : بأي شيء تهدّدني! والله ما تستطيع أنت ولا ربك أن تفعلا بي شيئاً، إني لمن أعز هذا الوادي وأكرمه على قومه ؛ فقتله الله يوم بدر وأذلّه ونزلت هذه الآية" " أي يقول له الملَك : ذق إنك أنت العزيز الكريم بزعمك.
وقيل : هو على معنى الاستخفاف والتوبيخ والاستهزاء والإهانة والتنقيص ؛ أي قال له : إنك أنت الذليل المهان.
وهو كما قال قوم شُعيب لشعيب :﴿ إِنَّكَ لأَنتَ الحليم الرشيد ﴾ [ هود : ٨٧ ] يعنون السفيه الجاهل في أحد التأويلات على ما تقدّم.
وهذا قول سعيد بن جبير.
﴿ إِنَّ هذا مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ ﴾ أي تقول لهم الملائكة : إن هذا ما كنتم تشكون فيه في الدنيا. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon