وقال الإمام أبو جعفر النحاس :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سورة الجاثية
وهي مكية
١ - من ذلك قوله جل وعز (إن في السموات والأرض لآيات للمؤمنين) (آية ٣) والمعنى إن في خلق السموات والأرض ودل عليه قوله (وفي خلقكم وما يبث من دابة) (آية ٤) وكل ما فيه الروح فهو دابة ٢ - وقوله جل وعز (وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون) (آية ٥)
قال قتادة إن شاء جعلها رحمة وإن شاء جعلها عذابا ٣ - وقوله جل وعز (تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون) (آية ٦) أي بعد قرآن الله كما قال تعالى (واسأل القرية) ٤ - وقوله جل وعز (ويل لكل أفاك أثيم) (آية ٧)
الأفاك الكذاب ٥ - وقوله جل وعز (وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه) (آية ١٣)
روى إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال منه النور ومنه الشمس ومنه القمر ويقرأ (جميعا منة) بمعنى من به منة ويقرأ (منة) بمعنى ذلك منة ويجوز (منه) على أنه مصدر كما قال تعالى (صنع الله) ٦ - وقوله جل وعز (قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله) (آية ١٤) قال مجاهد أي لا يبالون نعم الله أي لا يعلمون أنه أنعم
بها عليهم كما قال تعالى (وذكرهم بأيام الله) قال أبو جعفر يجوز أن يكون المعنى لا يرجون البعث أي لا يؤمنون به وقال قتادة هذه الآية منسوخة بقوله تعالى (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) ٧ - وقوله جل وعز (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون) (آية ١٨) روى سعيد عن قتادة قال الشريعة الفرائض والحدود
والأمر والنهي قال أبو جعفر الشريعة في اللغة المذهب والملة ومنه شرع فلان في كذا ومنه الشارع لأنه طريق إلى المقصد فالشريعة


الصفحة التالية
Icon