ثم قال تعالى :﴿لِيَجْزِىَ قَوْماً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾ أي لكي يجازي بالمغفرة قوماً يعملون الخير، قإن قيل : ما الفائدة في التنكير في قوله ﴿ليجزي قَوْماً﴾ مع أن المراد بهم هم المؤمنون المذكورون في قوله ﴿قُل لّلَّذِينَ ءامَنُواْ﴾ ؟ قلنا التنكير يدل على تعظيم شأنهم كأنه قيل : ليجزي قوماً وأي قوم من شأنهم الصفح عن السيئات والتجاوز عن المؤذيات وتحمل الوحشة وتجرع المكروه، وقال آخرون معنى الآية قل للمؤمنين يتجاوزوا عن الكفار، ليجزي الله الكفار بما كانوا يكسبون من الإثم، كأنه قيل لهم لا تكافئوهم أنتم حتى نكافئهم نحن، ثم ذكر الحكم العام فقال :﴿مَّنْ عَمِلَ صالحا فَلِنَفْسِهِ﴾ وهو مثل ضربه الله للذين يغفرون ﴿وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا﴾ مثل ضربه للكفار الذين كانوا يقدمون على إيذاء الرسول والمؤمنين وعلى ما لا يحل، فبيّن تعالى أن العمل الصالح يعود بالنفع العظيم على فاعله، والعمل الردىء يعود بالضرر على فاعله، وأنه تعالى أمر بهذا ونهى عن ذلك لحظ العبد لا لنفع يرجع إليه، وهذ ترغيب منه في العمل الصالح وزجر عن العمل الباطل. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٧ صـ ٢٢٥ ـ ٢٢٦﴾