[ السجدة : ١٨ ] وقوله ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا والذين ءامَنُواْ فِى الحياة الدنيا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشهاد * يَوْمَ لاَ يَنفَعُ الظالمين مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللعنة وَلَهُمْ سُوء الدار﴾ [ غافر : ٥١، ٥٢ ] وقوله تعالى :﴿أَفَنَجْعَلُ المسلمين كالمجرمين * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ [ القلم : ٣٥، ٣٦ ] وقوله ﴿أَمْ نَجْعَلُ الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات كالمفسدين فِى الأرض أَمْ نَجْعَلُ المتقين كالفجار﴾ [ ص : ٢٨ ].
ثم قال تعالى :﴿سَوَاء مَّحْيَاهُمْ ومماتهم﴾ وفيه مسائل :
المسألة الأولى :
قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم ﴿سواء﴾ بالنصب، والباقون بالرفع، واختيار أبي عبيد النصب، أما وجه القراءة بالرفع، فهو أن قوله ﴿مَّحْيَاهُمْ ومماتهم﴾ مبتدأ والجملة في حكم المفرد في محل النصب على البدل من المفعول الثاني لقوله ﴿أَمْ نَجْعَلُ﴾ وهو الكاف في قوله ﴿كالذين ءامَنُواْ﴾ ونظيره قوله : ظننت زيداً أبوه منطلق، وأما وجه القراءة بالنصب فقال صاحب "الكشاف" أجرى سواء مجرى مستوياً، فارتفع محياهم ومماتهم على الفاعلية وكان مفرداً غير جملة، ومن قرأ ﴿ومماتهم﴾ بالنصب جعل ﴿مَّحْيَاهُمْ ومماتهم﴾ ظرفين كمقدم الحاج، وخفوق النجم، أي سواء في محياهم وفي مماتهم، قال أبو علي من نصب سواء جعل المحيا والممات بدلاً من الضمير المنصوب في نجعلهم فيصير التقدير أن نجعله محياهم ومماتهم سواء، قال ويجوز أن نجعله حالاً ويكون المفعول الثاني هو الكاف في قوله ﴿كالذين ﴾.
المسألة الثانية :


الصفحة التالية
Icon