وقرأ أكثر القراء :" سواءٌ " بالرفع " محياهم ومماتُهم " بالرفع، وهذا على أن " سواءٌ " رفع بالابتداء " ومحياهم ومماتُهم " خبره. و: ﴿ كالذين ﴾ في موضع المفعول الثاني ل " نجعل "، وهذا على أحد معنيين : إما أن يكون الضمير في ﴿ محياهم ﴾ يختص بالكفار المجترحين، فتكون الجملة خبراً عن أن حالهم في الزمنين حال سوء. والمعنى الثاني : أن يكون الضمير في ﴿ محياهم ﴾ يعم الفريقين، والمعنى : أن محيا هؤلاء ومماتهم سواء، وهو كريم، ومحيا الكفار ومماتهم سواء، وهو غير كريم، ويكون اللفظ قد لف هذا المعنى وذهن السامع يفرقه، إذ تقدم أبعاد أن يجعل الله هؤلاء كهؤلاء.
قال مجاهد : المؤمن يموت مؤمناً ويبعث مؤمناً، والكافر يموت كافراً ويبعث كافراً.
قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه : مقتضى هذا الكلام أن لفظ الآية خبر، ويظهر لي أن قوله :﴿ سواء محياهم ومماتهم ﴾ داخل في المحسبة المنكرة السيئة، وهذا احتمال، والأول أيضاً جيد.


الصفحة التالية
Icon